* هى كلها لله ! *
**************
الدنيا فيها حق انتفاع ، لاحق ملكيّة ، فأنت الآن تدعى ملكيّة مابحوزتك من مقتنيات وأموال وأملاك وعقارات ، وفى لحظة تؤول كل تلك الأشياء إلى غيرك ، بل ربما لألد أعدائك ، ولمن كنت تضن عليّه حتى بالفتات منها !.
« الملك فيصل » يرحمه الله والذى كان يمتلك نصف أسهم شركات الدبابات الأمريكية سنتريون ، أظهروا يده اليمنى عارية وهم يشيّعونه إلى مثواه الأخير دلالة على أنه خرج من الدنيا خالىّ الوفاض !.
« شاه إيران » الذى تضخمت ثروته حتى بلغت ثلاثين مليار دولار حتى العام 1979م ، لم يجدحجرة تأويه هو وأسرته يوما فى عالم كان يتمنى رضاه حتى القوى العظمى فيه !
و مات و دفن في مصر داخل مسجد الرفاعي في القاهرة لانه لم يجد مكانا في بلده ليدفن فيه .
أحد رجال المال والأعمال الكبار ، كان عائدا من رحلة صفقات فى أوربا ، وفى الطائرة فاجأته أزمة قلبية حادة ، وأحاط به ركاب الطائرة يحاولون إنقاذه ، لكنه كان يحتضر ، وكان يمسك « بشنطة » أوراقه بيديّه ، بها شيكاته وعقوده ، الركاب طلبوا منه أن ينطق الشهادتين ، لكنه كان يصرخ : « الشنطة ، الشنطة » هم يقولون له : أتشاهد يارجل أنت فى حالة موّت ، لكنه يصرخ :« الشنطة ، الشنطة » وظل على حاله تلك إلى أن طلعت روحه ، تاركا الشنطة والأوراق والشيكات ، ومتغافلا عن نطق الشهادتين !.
وكم كان النبى عظيما وهو يقول ( مصيبتان تصيبان الإنسان فى ماله عند موّته ؛ يحرم منه كله ، ويسأل عنه كله ) !.
فلا تظن أنك تملك شيئا ، ولا حتى ساعة يدك التى تحيط بمعصمك ، وإنما أنت مستفيد ، ومستخلف ، زمن تواجدك فى الدنيا وفقط ، فإذا ماحان أجلك ، تركت كل شىء ، رغم أنفك ، وربما تشاجر الورثة على تركتك قبل أن يواروك الثرى ، وتقاسموها وأنت فى نزعاتك الأخيرة !.
فلم التشبث بالدنيا ، واللهاث وراءها ، والحرص على المزيد منها ، حلالا كان أو حراما ، لم ؟ !.
الشىء الوحيد الذى يمكن أن تملكه ، ويكون لك وحدك ، هو حب صادق ، وقلب يحنو عليك ، يذكرك بالخير ، ويترحم عليّك ، ويحيى سيرتك بين الناس ، ويعطرها ، ويخلدها ، فهذه هى الملكية الحقيقية ، فقط ، للذين هم يتدبرون ، ويعقلون ، وقليل ماهم !.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق