الأربعاء، 26 أغسطس 2015

دقات البيج بن و احلام العولمة و الهجرة

لم اكن يوما ممن يحلمون بالهجرة الى اوروبا ببساطة لأني لم اكن اعرف ما هي اوروبا و لا ما هي امريكا و كل ما كان يربطني بهذه الدول هي محطات الاذاعة المختلفة التي تبث الاخبار او الأفكار التي تخدم مصالح هذه الدول و الكيانات

فلن تخصص دولة ما قناة اذاعية او تليفزيونية لخدمة العالم العربي او الاسلامي بدون اهداف غير معلنة او سعيا لتحقيق ارباح ما او فرض و اطلاق وجهات نظر و معتقدات غير مسموح بها فمثلا اذاعة مونتي كارلو الفرنسية التي سيطرت على عقول شباب مصر وسوريا و لبنان بصفة خاصة و دول  الخليج بدرجة اقل كانت تبث على موجة احد القنوات التبشيرية العالمية المسيحية و  بمجرد نهاية الارسال في العاشرة و خمسين دقيقة مساءا بتوقيت القاهرة تبدأ القناة التبشيرية في بث برامجها مباشرة

كان اقصى طموح لي ان اضبط ساعتي الشخصية على توقيت ساعة البيج بن بالثانية و الدقيقة و مصدر سعادة كبير عندما ينطلق صوت ساعتي الرقمية او يتعانق عقرب الساعة اليدوية مع  علامة 12 في نفس لحظات خروج دقات الساعة الشهيرة مع انه من الطبيعي ان هناك تأخير في الارسال لاكثر من ثانيتين او ثلاثة و لكن هذا هو ما كان يربطنا ببريطانيا و هذا كان هو اقصى الطموح

و اليوم اجلس على الاريكة في حجرتي لأشاهد احد موظفي بيج بين يقوم باصلاح الساعة لان هناك تأخير 6 ثواني في الساعة الشهيرة و من خلال تليفزيون البي بي سي و يمر الخبر مني بلا اهتمام و حتى عندما زرت لندن منذ اعوام لم تأخذ البيج بن من وقتي اكثر من عدة دقائق لالتقاط بعض الصور بالهاتف المحمول امام المعلم الشهير

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق