الأربعاء، 30 سبتمبر 2015

من يفوز في انتخابات الرئاسة الامريكية ٢٠١٦ - انتخاب الرئيس الأمريكي الجديد

حسنا فعل الرئيس السيسي بلقاء الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون خلال رحلته الطويلة الى نيويورك فيبدو ان الرجل بالفعل قد اقترب كثيرا من العودة الى البيت الأبيض و حكم الولايات المتحدة مجددا من خلال زوجته هيلاري كلينتون


فهيلاري حتى الآن تعتبر اوفر المرشحين حظوظا في الحزب الديمقراطي و لا يهددها سوى ان يقرر جو بايدن نائب الرئيس الأمريكي الحالي الترشح و خوض سباق الحزب الديمقراطي من اجل الحصول على بطاقة الترشيح الحزبية
و حتى في هذه الحالة فان استطلاعات الرأي حتى اللحظة تعطي السيدة كلينتون 42% من أصوات اعضاء الحزب الديمقراطي تستطيع بها حسم اغلب الولايات المهمة في سباق الحزب الديمقراطي مقابل ١٧ ٪ لنائب الرئيس 

و في حالة اعتذار بايدن بسبب ظروفه العائلية و هو ما يبدو قريب الحدوث فان هيلاري تمتلك فورا ٥٥٪ و اقرب المرشحين الديمقراطيين لها يحصل على ١٢ ٪ مما يعني فوزا سهلا مريحا في اغلب الولايات بترشيح الحزب الديمقراطي الأمريكي

و لكن هل مجرد الفوز بترشيح الديمقراطيين هو السبيل المضمون لوصول آل كلينتون مرة اخرى الى سدنة الحكم الأمريكي ؟

قديما كان لا و لكن هذه المرة و في ظل وجود الملياردير الأمريكي دونالد ترامب الذي يصلح لأن يكون احد الممثلين الكوميدين في مسارح الستاند اب كوميدي الأمريكية او مذيع خفيف الدم في احد برامج الليل المتأخرة على القنوات الأمريكية من البرامج التي يمنع الأطفال من مشاهدتها بسبب كم الوقاحة و الاسفاف التي تحتويها

الرجل بلا شك يملك روح كوميدية و بديهة سريعة حاضرة اكدتها كل المناظرات التي تمت بين المرشحين المختلفين من كلا الحزبين و اهلته للاطاحة بأقرب و اقوى المرشحين من الحزب الجمهوري الأمريكي جيب بوش ابن الرئيس و شقيق الرئيس و الذي كانت تراهن عليه القوى التقليدية المحافظة في المجتمع الأمريكي من اجل عودة القوى اليمينية و اصحاب الشركات العملاقة الى واشنطن و لكن جاء ترامب ليطيح بكل هذه الامال بعد سخريته الشديدة من العمدة السابق و تكفل ترامب كذلك بالاقلال من اسهم العديد من المرشحين الجمهوريين

اذن فطريق وزيرة الخارجية السابقة لن يكون مفروشا بالورود كما ادعي انا !!!!

في الوقت الحالي نعم و لكن مع زوال اثر الصدمة التي سببها ظهور شخص اقتصادي ناجح بلا تاريخ سياسي سابق و مع امتلاكه لكل وسائل التواصل مع الجماهير بحكم الاحتكاك المباشر مع قطاعات عريضة من المجتمع من خلال عمله السابق كمسوق عقاري و مع الدخول جديا في المعركة الانتخابية و الفحص العميق للاستراتيجيات الاقتصادية و الخارجية و الاجتماعية و حجم التغيير في السياسات الامريكية الذي يطرحه ترامب فانه يكتسب اعداءا كثيرين يوما بعد يوم و يظهر بوضوح ضعف خبرته على المستوى العملي
و اتوقع شخصيا ظهور فضيحة مالية كبيرة له تقضي على مستقبله السياسي على ايدي اصحاب شركات السلاح الامريكية و كذلك على ايدي اصحاب القرار في البيروقراطية الامريكية حيث ان كثيرا من سياسات ترامب تتقاطع مع مصالح هؤلاء و هؤلاء
و مثال ذلك طلبه  بعدم تحمل امريكا لتكاليف القواعد العسكرية في الدول المختلفة و ضرب مثالا بالمانيا و السعودية و حرب داعش في سوريا و هي ما يعني تقلص النفوذ الأمريكي خارجيا و هو ما لم يحدث منذ الحرب العالمية الثانية و تحرص عليه مؤسسات البنتاجون و السي آي ايه

لذلك ستجد تلك المؤسسات الوسيلة للقضاء على ترامب و ربما بدأ ذلك بتقديم المرشح الجمهوري الأسود طبيب الأطفال بن كارسون الذي اتخذ مواقف متطرفة و متشددة منذ اليوم الأول لاعلانه خوض السباق و  مواقفه من الاسلام و المسلمين التي ترضي اليمين المسيحي اوصلته لفارق لا يتجاوز 6 نقاط مع ترامب الحصان الاسود في انتخابات الرئيس الأمريكي هذا العام

و يتميز كارسون عن ترامب باللغة الهادئة الواثقة و يشترك معه في انه من خارج المعترك السياسي ايضا و سوف نتناول موقف و اختلافات  ترامب و كارسون بالتفصيل في احد المقالات المقبلة
و هكذا و حتى لا اطيل عليكم في حالة وصول ايا من كارسون او ترامب امام السيدة كلينتون فاعتقد شخصيا حتى هذه اللحظة انها ستخوض معركة رئاسية سهلة جدا امام مرشح اسود جديد في ظل اجواء متشددة من كل الاطراف و لن ينتخب الشعب الامريكي رئيسا داكن البشرة لفترة ثالثة او امام مرشح اعتقد انه يملك الكثير من الصفحات السوداء في حياته يمكن التقليب فيها و قلب المعركة على رأسه كما اعتقد خاصة ان السباق ما زال طويلا و ربما يكون المرشح القادر على المنافسة من الحزب الجمهوري يدعى جيب بوش

و حتى لو كانت هيلاري اخطأت في بعض الاشياء مثل مواضيع الايميل و السيرفر و حتى لو كانت تملك خبرة يشكك فيها الكثيرين و نجاحاتها في الخارجية الامريكية محل شك الا انها ما زالت المرشحة الأوفر حظا بفضل أصوات النساء و الشركات الامريكية و اللوبي اليهودي خاصة  و ان مجتمع السود الأمريكي  ما زال يتشكك كثيرا في نوايا الجمهوريين عموما

د. أيمن مفتاح

للتواصل مع الكاتب

aymanmoftah2000@@gmail.com

هناك تعليق واحد:

  1. المقال مكتوب منذ اكثر من عام و الحمد لله تحقق كل ما فيه تقريبا و الآن تقترب هيلاري من تحقيق فوز سهل بسبب الفضائح الجنسية المتتابعة التي تتفجر حول ترامب و مقالة جديدة قريبا حول تحليلي لهذه النقطة الغريبة و التوقيت المثالي

    ردحذف