السبت، 5 ديسمبر 2015

يوم ما علمت الحقيقة العارية

مع اول ضربة عصا على ظهري و انا اجري بعد اعلان نتيجة الانتخابات المزورة عام  ١٩٩٠ و قبل حتى ان اكمل الجري لاستدرج الثور الهائج الذي يجزي خلفي و قبل ان أستدير لأخذ حقي و انا الشاب الفتي كنت قد تعرفت على الحقيقة العارية في مصر
لا ديمقراطية و لا تغيير و لا حرية من غير التعليم و رفع الوعي
لا تقدم الا بعد القضاء على البلطجة
عندما اختفت الأغلبية الصامتة التي كانت قد عشمتنا بالوقوف للدفاع عن حقها و عن أصواتها التي وضعتها في الصناديق بمجرد نزول عدد من المخبرين الى ساحة الميدان الكبير في المدينة عاصمة محافظتي  ادركت ان المعركة قد انتهت و عرفت النتيجة
في هذه الانتخابات غاب الاخوان و الوفد و اختفى بذلك صوت بيع الدين و صوت سيطرة رأس المال و بقت المعركة بين الدولة و الحزب الكبير و القوى التقليدية ضد مائتي شاب جامعي من خيرة الشباب يساندون مفكر دارس ليبرالي يساري ضد كل القوى العفنة

مع الجري الكبير و مع اول خرزانة كما يسمونها قررت انا طالب الطب الذي يدعي الثقافة و التنوير الانضمام فورا الى الحشد الكبير الصامت

و لذا عندما قامت ثورة ٢٥ لم أكن أبدا من المتفائلين لأَنِّي كنت قد خرجت تماماً من اللعبة السياسية و امتلكت رفاهية المحللين و عرفت بعد حريق قسم الشرطة الذي يقع امام منزلي في العاصمة الثانية و بعد ساعة فقط من صلاة يوم الجمعة انه مهما كانت النتائج التي ستسفر عنها الهوجة او الهبة فهي مجرد انتصار لقوى البلطجة على الحزب الكبير و مؤسسات الدولة  سينتهي اما بالتحالف من جديد او دخول مرحلة العدم و يصبح قرار الهجرة هو الخيار الوحيد رغم أني رفضته على مدار عشرون عاما بعد خرزانة ١٩٩٠

يوم استفتاء ١٩ مارس ٢٠١١ تأكدت تماماً ان المؤسسات قد بدأت في رمي الطعم للأسماك الصغيرة حتى لو كان حجمها كبيرا

بقلم دكتور ايمن مفتاح
من كتاب احلام شهر اغسطس يصدر قريبا
للتواصل مع الكاتب
aymanmoftah2000@gmail.con


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق