الأربعاء، 29 نوفمبر 2017

عن محطات الإذاعة المصرية في الثمانينيات و اغاني شادية

نقلا عن صفحة الطبيب السكندري  اسلام علي حسن على الفيسبوك 
Islam Aly Hasan

نشأت في بيت يعشق الراديو ، ماما ربنا يديها الصحة طول الوقت كانت تحب تفتح الراديو ، في وقت كانت الإذاعة المصرية في قوية جداً و مليئة بالكنوز، سواء الشرق الأوسط أو صوت العرب أو مصر ، أو حتى إذاعة الاسكندرية قليلة الموارد.
خد بالك إن الراديو بدأ في مصر من التلاتينات - أنا قصدي على الإذاعة المصرية الرسمية المملوكة للحكومة ، بدأت في 1934 ، انما محطات الراديو الأهلية بدئت من العشرينات كمان - في حين إن التليفزيون بدأ في سنة ستين ، فتلاقي جيل أمهاتنا مرتبط بالراديو ك Media من قبل التليفزيون بكتير.
الراديو كمان كان من أهم المصادر الثقافية في مصر وساهم في كده انتشاره الكبير ووصول موجات الإذاعة إلى أغلب أماكن مصر  ورخص ثمن الأجهزة ، وفي نفس الوقت وجود  كتيبة من الاعلاميين الرائعين خلف الميكروفون  كتبوا سطوراً خالدة في الوجدان المصري وذاكرة الوطن و البيئة السمعية المصرية طوال نصف قرن أو يزيد. 
عندك مثلاً برامج قديمة ما لحقناهاش احنا، لكن كان بيعاد تسجيلات لها، زي برنامج  " ساعة لقلبك" الكوميدي الشهير ، برنامج " ألحان زمان " ، برنامج بالعربي الفصيح، من ليالي الشرق ، وبرامج أخرى يمكن فاكرين معظمها ، خد عندك مثلاً " من قطوف الأدب في كلام العرب" ، " زيارة لمكتبة فلان " ،لغتنا العربية ,  قال الفيلسوف، ألف ليلة وليلة ، غواص في بحر النغم ، من تسجيلات الهواة، إذاعيات، أصل وصورة، أوتار موسيقية ، صحيفة الحالة الغنائية، أمراء الشعر والنغم، من كنوز الإذاعة ، مسحراتي الفن ، حواديت أبلة فضيلة، حديث الذكريات، كلمتين وبس ، تسالي ، تحت العشرين، على الناصية ، همسة عتاب ، وعشرات غير ذلك من ابداعات الإذاعة المصرية ، مع كم كبير من المسلسلات الإذاعية أمثال " أرجوك لا تفهمني بسرعة " ، دول يمكن بالمئات عدداً، إضافة إلى الجانب الغنائي للاذاعة، الإذاعة المصرية دأبت على إذاعة برنامج غنائي متكامل يومياً في مواعيد متكررة أثناء اليوم، لكل نجوم الغناء العربي وقتها ، تقريباً ما عدا فيروز ، ربما لعدم استقرارها بالقاهرة ، لكن دة موضوع تاني.
عمار الشريعي الله يرحمه كان بيقول على نفسه و من شابهه من هواة الراديو " الجماعة الراديوجية اللي زي حالاتي " 
من أهم فقرات الإذاعة المصرية طوال السبعينات والتمانينات أثناء ما أنا باكبر من طفل إلى شاب، كانت دائماً هناك بصورة يومية تقريباً ؛ أغنية أو أكثر لشادية ، شادية كان لها مكانة خاصة مش بس عند الإذاعة، بل في بيتنا كمان، شادية كانت وما زالت المطربة المفضلة لماما ، المطربة والممثلة وكل حاجة ، كل أفلامها شافتها في السينما ، جدو الله يرحمه كان ياخدها هي لوحدها أحياناً ومع اخوتها أحيانا - لكن في الأغلب لوحدها - علشان يشوفوا فيلم شادية الجديد أول ما ينزل في سينمات اسكندرية، وممكن كمان تطلع بعد كده على مدام ماريكا الخياطة علشان تفصل فستان زي نفس تفصيلة فستان شادية في الفيلم ، على فكرة ما كانش اسمها ماريكا بس نسيت اسمها دلوقت، كانت ست لطيفة جداً ومرة إدتني عربية ماتش بوكس لعبة وأنا صغير. 
لما بقى الراديو كان يجيب أغنية لشادية، ماما كانت تنبسط ، ودة الوقت المناسب لو عايزين نطلب منها حاجة أنا وأخويا، علشان على أسوأ الفروض حتترفض من غير زعيق يعني. 
لغاية النهاردة ماما بتدي شادية مكانة أكبر من غيرها من نجوم الغناء العربي في القرن اللي فات كله منذ بدأ التسجيلات المتاحة، وأنا كل ما باكبر باكتشف إن عندها حق إلى حد كبير، وكل ما أسمع صوت شادية سواء بتتكلم في فيلم بخفة دمها نادرة التكرار، أو بتغني في أغنية من اغانيها الباسمة، بتيجي على بالي ماما ولو قدرت اتصل بيها باعمل كده بسبب شادية. 
طول الوقت كانت " ولا قدك 100 يا أبو العين العين العسلية " ، شباكنا ستايره حرير، يا دبلة الخطوبة ، القلب معاك ثانية بثانية ، معلش النوبة دي ، فارس أحلامي ، يا دنيا زوقوكي بالفرح  والهنا  ،آه يا اسمراني اللون ، مين قال لك تسكن في حارتنا ، غاب القمر يا إبن عمي ، يا شاغلني وقلبك خالي ومسهر عيني ليالي ، آلو آلو احنا هنا. طول الوقت كانت الألحان دي والأغنيات دي بتجلب السعادة الخالصة. والأفلام كمان ، بالذات مراتي مدير عام وعفريت مراتي. 

شادية ماتت امبارح ، خبر متوقع علشان كانت مريضة بشدة الكام أسبوع اللي فاتوا. لكن برضه زعلت جداً لما سمعت الخبر. الله يرحمها بقدر ما أسعدتنا. 

على رأي أحمد شبكة : غاب القمر :

هناك تعليق واحد: